العناد ظاهرة عادية، مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة، ومن مستلزماتها الأساسية، فهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواءً كانوا من الأهل أو من غير الأهل، وتؤكد الدراسات أن خلو هذه المرحلة من مراحل نمو الطفل من سلوك العناد قد يؤدي إلى ضعف الإرادة والخضوع والخنوع في المراحل التالية من العمر.
لكن حال استمرار هذه الظاهرة بشكل قوي وسلبي، فإنها تصبح مرضية، تسيء إلى علاقة الطفل بالآخرين، فيسوء تكيفه الاجتماعي، وفي هذه الحالة قد تستدعي المسألة علاجاً نفسياً يقوم بالبحث عن الأسباب الجوهرية لهذا العناد العلاج، والوصول إلى إلى طرق ناجعة للتخلص منه، فيتخلص منها الطفل تدريجياً إذا أحسنت تربيته، ونفذت طلباته المشروعة، وأشبعت حاجاته، وأهمها إشباع حاجته إلى العطف والحنان. وهنا تقع المسؤولية على عاتق الآباء والقائمين على تربية الطفل في مراحله الأولى في مجابهة مشكلة العناد.
العناد هو سلوك سلبي يتسم بالرفض والتشبث بالرأي وعدم الانصياع لأوامر الكبار، ويظهر هذا السلوك لدى الأطفال في سن مبكرة، وغالبًا ما يكون مؤقتًا ويزول مع نمو الطفل ونضجه.
أعراض العناد عند الأطفال
تتمثل أعراض العناد عند الأطفال في الآتي:
- رفض سماع الأوامر من الكبار.
- الإصرار على الحصول على شيء معين.
- التمرد على الوالدين.
- استخدام أي طريقة ممكنة للوصول إلى أهدافه الخاصة.
أسباب العناد عند الأطفال
تتعدد أسباب العناد عند الأطفال، ومنها:
- عدم إشباع رغبات الطفل الأساسية، مثل الجوع، التعب، أو النعاس.
- التقليد، حيث قد يقلد الطفل سلوكيات العناد التي يشاهدها لدى والديه أو الآخرين.
- اضطرابات النمو أو التعلم، مثل التوحد أو فرط الحركة ونقص الانتباه.
- عوامل نفسية، مثل الشعور بالنقص أو الإحباط أو الغضب.
أنواع العناد عند الأطفال
يمكن تقسيم العناد عند الأطفال إلى عدة أنواع، منها:
- العناد الطبيعي: وهو العناد الذي يظهر لدى جميع الأطفال في مرحلة معينة من مراحل نموهم، وعادة ما يكون مؤقتًا ويزول مع مرور الوقت.
- العناد المرضي: وهو العناد الذي يستمر لفترة طويلة ويؤثر سلبًا على حياة الطفل وعلاقاته مع الآخرين، وقد يكون علامة على وجود مشكلة نفسية أو اضطراب في النمو.
كيفية التعامل مع العناد عند الأطفال
يمكن التعامل مع العناد عند الأطفال بطرق عدة، منها:
- الصبر والهدوء وعدم الانفعال، حيث أن الطفل العنيد يكون أكثر استجابة للتعامل الهادئ والعقلاني.
- تحديد القواعد والحدود السليمة للطفل وشرحها له بشكل واضح.
- الثبات على هذه القواعد والحدود وعدم التراجع عنها.
- منح الطفل الفرصة لالتعبير عن نفسه وآرائه.
- توجيه الطفل إلى سلوكيات إيجابية بدلًا من العناد.
