تقدم شركة ينبع للحقائب حقيبة التدريس وفق الذكاءات المتعددة
لقد أحدثت نظرية الذكاءات ما يشبه الثورة الهادئة على الساحة التربوية خلال السنوات الأخيرة، وعملت على نسف المفاهيم التقليدية التي تنظر إلى قدرات المتعلمين نظرة ضيقه الأفق، أحادية الجانب، والتي تعتقد بوجود ذكاء واحد عام قابل للقياس بالطرق التقليدية.
ومنذ نشأة نظريات الذكاء كانت النظرة السائدة في مجال علم النفس أن الذكاء يشمل عددًا محدودًا من القدرات العقلية تدور حول القدرات اللفظية اللغوية والمنطقية الرياضية، وتم إهمال القدرات المتعلقة بالأبعاد الإنسانية والروحية والجسمية. وعندما اصدر Gardner (كتابه أطر العقل) (Frames of the Mind) أكد على أن الذكاء الإنساني يتضمن كفايات أكثر شمولية من تلك التي شاعت من خلال النماذج التقليدية للذكاء.
وفي البداية تضمن نموذج كاردنر سبعة أنواع من الذكاء هي: الذكاء اللغوي اللفظي، والذكاء المنطقي / الحسابي، والذكاء المكاني البصري، والذكاء الشخصي / الداخلي، والذكاء الاجتماعي بين الأشخاص والذكاء الجسمي / الحركي والذكاء الموسيقي. وفي عام ١٩٩٦ أضاف كاردنر نوعًا ثامنًا من الذكاء وهو الذكاء الطبيعي، وهذه الأنواع من الذكاءات متباينة ومختلفة بعضها عن بعض، كما أنها موجودة لدى الأفراد بدرجات متفاوتة، بحيث تمثل نقاط قوة أو ضعف لديهم.
ومهمة المعلم أو التربوي هي السعي للكشف عن الأسلوب الأمثل الذي يتعلم الطالب من خلاله ومن ثم توظيف هذا الأسلوب في عملية تعلمه، حتى يغدو التعلم خبرة ناجعة وتجربة مفيدة يمارسها المتعلم وهو يشعر بالثقة والقدرة لتحقيق الهدف الأسمى من التعلم، وهو ليس اختبار قدرة الطالب على النجاح أو الفشل، بل بناء الإنسان القادر على النمو والنجاح والتعلم مدى الحياة.
وأن مسألة مراعاة الفروق الفردية في القدرات العقلية وأنماط التعلم حسب التخصص ليست وهمًا يتذرع به علماء النفس لفرض نماذج جديدة بل غدت همًا تربويًا يشغل بال التربويين، من أجل فهم التنوع بأشكاله وألوانه بين الطلبة من أجل استيعابه والتعامل معه، فالتوجه الثنائي للطالب لم يعد مقبولًا على أنه قادرًا أو غير قادر على التعلم، بل يجب الإيمان بأن كل طالب قادر على التعلم ولكن بأسلوبه الخاص فطالب الآداب أو الإنسانيات يتعلم بأسلوب يختلف عن طالب العلوم والرياضيات لان الأول يميل الى الجدل والنقاش باستخدام ذكائه اللغوي والثاني يحتاج الى أن يختبر المادة التعليمية بصورة محسوسة في المختبر باستخدام ذكائه العلمي.
